إيران تتهم إسرائيل بارتكاب "جريمة حرب" إثر قصف مستشفى في كرمنشاه

اتهمت الحكومة الإيرانية، اليوم الاثنين، إسرائيل باستهداف مستشفى مدني في مدينة كرمنشاه غرب البلاد، معتبرة أن القصف الإسرائيلي "انتهاك خطِر للقانون الدولي الإنساني" و"جريمة حرب مكتملة الأركان"، وذلك في سياق التصعيد العسكري المتبادل بين الطرفين منذ الجمعة الماضية.

وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في تصريح رسمي، الغارة الإسرائيلية التي قال إنها أصابت مستشفى الفارابي، أحد المراكز الطبية الرئيسية في محافظة كرمنشاه، مضيفًا أن الهجوم "ليس فقط اعتداءً على البنية التحتية المدنية، بل هو أيضًا جريمة ممنهجة تهدف إلى بث الرعب في صفوف المدنيين وتقييد قدرة الدولة الإيرانية على تقديم الرعاية الصحية".

وأكد بقائي أن استهداف المستشفيات هو "خرق فاضح" لاتفاقيات جنيف التي تحمي المنشآت الطبية في أوقات الحرب، داعيًا المنظمات الدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى فتح تحقيق عاجل في الحادث ومحاسبة مرتكبيه.

ونقلت وكالة "تسنيم" شبه الرسمية أن القصف استهدف منشأة صناعية قرب المستشفى، إلا أن الأضرار امتدت إلى المبنى الطبي بسبب شدة الانفجار، ما تسبب في وقوع إصابات وأضرار مادية جسيمة، بحسب تقارير محلية.

ولم يصدر بعد أي تعليق من الجانب الإسرائيلي على هذه الاتهامات، كما لم تؤكد مصادر مستقلة حتى اللحظة حصيلة دقيقة للخسائر البشرية أو الأضرار المادية.

تصعيد عسكري غير مسبوق 

تأتي هذه الاتهامات في خضم تصعيد غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، بدأ بعد أن شنت تل أبيب فجر الجمعة غارات عنيفة على مواقع نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، وردت عليه طهران بموجات من الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت الداخل الإسرائيلي.

وقد حذرت منظمات حقوق الإنسان ومؤسسات أممية من خطورة الانزلاق نحو انتهاكات واسعة لحقوق المدنيين، لا سيما مع تكرار مشاهد استهداف مناطق مأهولة، وغياب أي مساع دبلوماسية فعلية لتخفيف التوتر.

استهداف المنشآت الطبية “جريمة”

وتنص المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 على أن "المنشآت الطبية يجب ألا تكون هدفًا لأي أعمال عدائية، وعلى أطراف النزاع الامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية". 

ويُعد استهداف منشأة طبية -إذا ثبت- جريمة حرب يمكن أن تلاحق أمام المحكمة الجنائية الدولية.

يذكر أن إيران سبق واتهمت إسرائيل باستهداف بنى تحتية مدنية في موجات التصعيد السابقة، إلا أن حادثة قصف مستشفى الفارابي تمثل أول اتهام مباشر بتعمد قصف منشأة طبية منذ بداية النزاع المفتوح الحالي.